ظــــــــــــــــــل الحضور
...أمام عينيه..تتشكل الدوائر..ينفث الدخان..يتحلل خيوطا وأشكالا ..يراقص بعينيه الشبه النائمتين سرابا ...يتخطى عتبة الظل...يتحسس مواقع النور..فتقبل عليه..كمساء هارب من فضاء صحراء...تغمر سواده..ينظر اليها ...في مقلتيها يتسع الضوء..يعبر بخطى نحوها..صوب القلب..يشم رائحتها...ولرائحتها طعم الهذيان.تنظر اليه بذاك النداء الخفي لمعانقة أغصان الحياة...يرتعش خفقان القلب..يفتح صدره لغابات النخيل..يتوغل في جذور النفس ..يبحث عن سمفونية رقدت مع الوتر..تنتظر رقصة النغم.. يتوغل...يشد بيديه على ضفيرتها الملتوية الصعبة..تنظر اليه بذاك الحنين الى أمسيات العطر..يبدأ في الرقص المجدوب ..يغيب في زحمة تفكيك الضفائر خصلة بخصلة ...يوغل وجهه في جدائل الشعر ..يستنشق روائح الانفاس..والآفاق المبللة بالعطور ...يستنشق رائحة البخور ...يداهمه الصداع ..ينفث انفاسه.. .زجاجة العطر أمامه ..كانها تستجديه ..يقبل نحوها ...يضع السيجارة بين شفتيه ..ينثر قطرات هناك وهناك...خصلات شعرها ما زالت هناك على المشط تعاتبه ..يأخذ خصلة بين يديه ...لا يستنشق العطر ..لا يقبل الخصلة ..... .ما زال يستنشق رائحة الدخان ..حتى لا يستفيق ليجد نفسه وحيدا في مجرى ينتهي بين حد العين والقلب..
.نفيسة
اخر
مواضيعي |
|
|