اليوميةالاولى
...للرحيل حكاية ...ولهاته الحكاية يوميات ..يوميات مرقدها القلب والذاكرة..بدأت الحكاية بعد منتصف الليل ..قبل الفجر..حين اختفت نجمة من السماء، فسمع صدى صوت في الخلاء..ينادي عن صوت شادي، قد كان صوتي و ما زال صداه يتردد في فضاء ذاكرتي ،وما زالت نبضات قلبي تشعرني على مضي السنين أن شادي ما زال يصغي الى حديثي وعن رحيله ...
....ويسألونني عن رحيلك شادي ..قد يلتهمني الليل ولا أدري كيف يأتيني الصباح وغيابك ...بين الجرح وحضور الشمس لا ألمس البياض، أما ترى ضوء الشمس يحتزل كل الألوان ولا يأتيني شعاعا كهذا ؟
منك كان البياض يأتيني كالثلج ... لماذا تركتني وتركت الوادي بعد اغتسالك فيه..سحبت جسدك العاري ..فتيتم من مائه ، استغات بالمطر ..لكن المطر لم يأت ..أتراك لم يناديك الحنين للا غتسال، حتى تعود يعود المطر، ما أشد رغبتي في أن ألمس شعرك المبلل، أن أداعب بعضا من قطرات المطر وهي تنزلق من رأسك الى أخمص قدميك ..حتى تنشرح بمرح الطفولة، ألفك من عريك وأضمك الى صدري ..وأنام في عينيك ..لم أدر كيف انتزعتني منك ،قد استيقظت فجأة ولم أعثر على الصباح ،خرجت ليلا ،سبقك ندائي... فرجع صدى الصوت ثقيلا ،باردا ..وسرت لفحة الليل في هديرا ولا أذكر كيف جف الوادي في لحظة كنت أبكي.....
اليومية الثانية
...ويسألونني عن رحيلك شادي ،أقول هدير الوادي لا يسمع وقت الغروب ،فكيف تسمع ندائي اليك ..هو الصوت حين بح من كثر التجوال ضيع حروفه في الطرق المهجورة، أوكل الأمكنة أنت فيها غائب؟
......سائرةأتبع طيف الليل ،أنثر رذاذا على وجه القمر، أسير المدى وما بين الخطوة والخطوة أحسب دقائق سهدي ..صوت يأتيني كحفيف أشجار ..بين الحرف والحرف أحصي الأوراق ،وأعد كم من سنة
عمر هاته الغاب ..وأمشي أقذف أشعاري أسمع صدى صوتي وكلام الريح ....وأمشي.. ،بكاء يفاجئني.. وحيدة ،أشد على رأسي بين يدي أشعر به محموما ..،يحملني الحنين الى الوادي ،أفترش ضفته ..
فراغ كبير يخيفني... أرى نفسي ماثلة للسماء ،أبحث عن وجه القمر، فأتيه في غربتي...
اليومية الثالثة
...ويسألونني عن رحيلك شادي ، نجمان كنا فما صرنا؟ كيف لا تحن الى رحلتك معي ،كانت لحظة كالسنين ..أهو الزمن نتصادف معه في نقط الاغتراب ؟حتى لا تكون يضيعني ...أتكئ على انتظاري
فلا يتحمل فوضاي ،على كف يدك أن تمسح جبيني لأشم هواء..لأحيا لكن لا تأتي...
...ويسألونني عن رحيلك ...هو السؤال ..الامتداد الى حد الصمت..أختفي وراء ظلي..حتى لا أظهر للشمس، وأنت ألغائب..بين الجبل والجبل يرقد منامي..ويستولي الحلم قمة تسكنني..أدنو من
عودة قد تأتي..لكن أغتال حلمي..أكفر بالبقاء..لا أعثر على نافذة حتى أراقب فكرة تهرب مني ومن وجعي..قد جحدت بي..أين رحلتي معك يا شادي ..وهي لم تبدأ الا من ذاتي..هو الفضاء خارج عني ..أريده فسحة لنسيان وجهك....هو نفسي كان سيكون من أجلك ..فلماذا حرمتني هواءا؟
......من يوم لآخر..من سنة لأخرى..انعطفت نحو الجبال ..قد كنت تفتن بلمس القمم ..ناديت اسمك ..لكن الصدى جعل الكلمة كتلة..رمت بي الى أسفل الجبل..فنمت..لم أدر كيف ذابت المواسم في..فأتتني رائحة الصيف من الجنوب.....فاستيقظت..
[/color]اليومية الرابعة
....،كيف نسيانك؟أو لا تدري كيف يلتقي نجمان ويختفيان ،وكان اللقاء كتزاوج ضوءين ..أهي رحلتي معك ما كانت ستبتدئ الا برحيلك ؟
...راحلة نحو ظما الاغتسال من شدوي ،قد انتظرت زمن حلم الخلاص، ماأخذته منك شادي الا شدوك ..سيظل الحاضر ،وسوف لن أسأل نفسي عن انتظار سلب مني زهور الميلاد ...ويسألونني ،هو شادي رحل ولم يعد ، هو صوتي امتد في فضاء الوطن ،أخذ حجم السحاب ...تكثف بكل حروف النداء والسماء لم تمطر بعد ...كعودتك التي سوف لم تأت أبدا ...أ..ب...د...ا .
--------------------
نفيسة[/color]