كالعادة اسند ظهره الى عامود كهربائي ..
نافثا دخان سيجارته بكثافة / مراره ..
وهو يحتسي الشاي في كوب بلاستيكي ..
تعودت على رؤيته دائما حيث يتواجد يومياً ..
مابين التاسعة مساء وحتى الثالثة بعد منتصف الليل ..
جلست بجواره بعد ان ألقيت عليه السلام ..
بادرني بسؤاله : خير وش عندك ؟
أبتسمت في وجهه وقلتُ :
أبد طفشان إذا ماعندك مانع بسولف ..
معك وإذا يضايقك إبـ مشي ؟
قال لي ضاحكاً : لا عادي ..
هو رصيف أبويا !
أبتسمت والفضول يزداد ضراوه ..
في داخلي عن ماهيه هذا الرجل ..
وماهي حكايته ؟
سألته : دايم أشوفك جالس هنا ..
لوحدك و ... قاطعني قائلاً :
أنت مستغرب صح ؟
ع الفور وكأني ماصدقت جاوبته :
بصراحه آيييه !
وبدء الرجل في سرد قصته :
تخرجت من الجامعة قبل عامين تقريبا ..
ولاتتصور فرحتي بتخرج كم كانت كبيره ..
فرحه كانت تضاهيها احلام أكبر ولكن !
وبعد زفرة ألم طويـــلة واصل حديثه :
عامين مرت ع تخرجي وأنا اقف ..
في طابور متلوي كـ كأفعى وأسود ..
كـ قلب فاجر مترع مترع بـ إحلام ..
وطموحات شباب يتكدسون داخله ..
كـ ملفات أرشيفيه تئن من الغبار ..
ومن فضاضه موظف لايأبه بها !
مات أبي بعد تخرجي بشهرين ..
كان كثيرا مايوصيني قبل وفاته ..
ع أمي وأخواتي البنات وكأنه يستشعر ..
بدنوا رحيله لذالك كان يعمل ع تجهيزي ..
لتولي مهمه : رجال البيت !
وبعدَ أختناق وصمت قاربَ الثلاث دقائق ..
فوجئت به يقرر الإنصراف دون ان يكمل لي ..
حكايته بل دون ان يستئذنني بإنصرافه !!
سألته : ع وين بدري ؟!
ودون ان يلتفت قال بعد تنهيده بائسه :
بروح ..
.......................... بـِ.. أنامْ !
أما أنا أذكر إني ليلتها :
ماااانمت !
ثاني يوم ذهبت لذات المكان / الحضن ..
الذي أعتدت دائما ان أجده فيه ..
ذهبت مسرعاً وبـ(شوق) كبير شوق :
أعترف إنني أجهل حتى هذه اللحظه :
مصدره لقاء إنسان فيه من البساطه ..
والغموض مايجعلك تشعر بقربه منك ..
ام أنه يعود فقط :
لـ فضول جارف في معرفه ماتبقى ..
من تفاصيل حكايه ذالك الرجل !؟
ولكن :
لم ......................
................................... أجده
!
ف
ق
ط
لــــــــــ(وطـ ـن) :
ترنمت بــصباحاته ذات سلطنه..
لتتساقط بصمت :
كـوبــ "ليه" ..
كـوبــ "ليه" ..
.
.
.
.
كوبليهاااااااااااااااااااااااات ..
لم يسمعها أحد ..
حتى .......... أنـــا
!
@@ كوبـ 1 ــليه @@
---------
وطـ ـن :
لا فضَّ ضوّك ..
قلي ..
ع الصعيد المحلي ..
ليامتى وحنّا :
قضيه ..
مادرا عنها :
..................... سموّك !
**
@@ كوبـ 2 ــليه @@
---------
وطـ ـن ..
وفـ مره قريت إعلان:
في إطار محاربه البطالة ..
ودعم ألسعوده ..
وكاله ( الشيخ ) إسحاق ..
أسحق خان ..
للأسمدة ..
تعلن :
عن حاجه الوكاله ..
غسالين !
غ
س
ا
ل
ي
ن
والله حااااااااااله ..
ع ترابك :
صرنا لـ أجنابك ..
.................... عماله !
وطـ ـن :
.
.
.
.
.
.
.
وبعدييييييييين
!
**
@@ كوبـ 3 ــليه @@
---------
وطـ ـن ..
زمااااااااااااااااااان :
ياااااما قلي ..
عنك جدي ..
قصص حلوه ..
وحكايا جنااااااااااااااان ..
من جد :
كانت تسلي !
وكبرررررررررررررت ..
ومااااااااااات جدي ..
م
ا
ت
وجيتك :
كان ودّي ..
اني أعيشك ..
أحيااااااااااااااابك ..
من هنا لين :
الممات ..
كان ودّي :
أستظلـ ..ـبك ..
من لهيب القوايل ..
طفل حافي ..
إلا :
من رمضا ترابك ..
و.............................. حبك !
جيتتتتتتك :
بس خساااااااااره ..
ماااااالقيتك ..
مااااااااااااااااااالقيتك ..
مت فيني :
...................... وماحييتك !
ورحت اسأااال ..
وطـ ـن ..
وين رحت ..
كنت نايم ..
جواعيني ..
كنت .. وكنت .. وكنت ..
يوووووووووووه ..
وطـ ــن :
.
.
.
.
.
.
ويني
!
**
@@ كوبـ 4 ــليه @@
---------
وطـ ـن ..
وليا متى :
والحال ماااااااااااايل ..
وطـ ـن ..
وليا متى :
وحنّا نصييييييح ..
حلم :
.
.
.
.
.
.
آيل ....... لـ المطيح
!
**