حسناً ,
لا أدري , شعرت بأن التعلقيات كتبها قلمٌ واحد , من تلك الأقلام ذات الأرواح العشرة –أو حتى العشرين-.
عموماً وبصراحة قاسية –"شوية"- ؛ فإن القصيدة من النوع "الكويس" أو "مش بطّالة" , وليست من أعذب القصيد , كما يريد أن يغرّر بنا بعضهم –سامح الله مشعل- , وأروعُ ما فيها هو المعنى المضمر الذي باحَ به العنوان "ما بغيتها بالحرام" , كان العنوان أخلاقياً مباشراً , ومن هنا فأرى أن فكرة القصيدة أروع من بنائها الشعري , كنتَ نبيلاً –يا جزاء- أكثر منك شاعراً , وخذْ مني قبلةً على الجبهة , وأنا أحتفي بهذا الأخلاق الرفيعة , مع أن الشعراء –والمتمشعرون أيضاً- يقولون ما لا يفعلون غالباً , لكني سأعتبرك –بلا أي بيّنة طبعاً- من الأقلين , أي تلك الأقلية من الشعراء الذين يلتزمون بمبادئهم الأخلاقية بصرامة.
صدقني يا جزاء لم أكتب هذا التعليق إلا لأحيي فيك النبل والشرف والعفة , وهذه أروع من كل القصيد , بل ما معنى الشعر إن تعرّى من القيم؟.
وأجمل القصيد ما شرف معناه وراع مبناه , أي: "الفكرة وكسائها" , "الشعور وردائه".
أحييك أيها الشاعر , وأنتظر منك ما هو أروع وأجمل , وأنت –إن شاء الله- جديرٌ بكل إبداع , كما أحيي بنفس الحرارة المعلق المجازي -أو المعلقين "الغشمان"- الذين سبقوني , مع كل التقدير والاحترام للكل.
أخيراً: الأخوة البقوم –والنعم طبعاً- عاطفيون و"حِبّيْبَه" , يذكروني بقبيلة "عذرة" الذين اشتهروا بفشو العشق فيهم كثيراً , بل كثُرَ "قتّلا الحب" عندهم , وكان عذرهم إن جُوبِهوا بسؤال فضولي من نحو: "ما بال العشق يقتلكم يا بني عذرة"؟ كان الجواب المحتشم والمعتاد أيضاً: "لأن فينا جمالاً وعفة" , بمعنى: أن نسائهم "فتنه جمالية" , ورجالهم يموتون عطشاً دون المساس بالغدير النسائي المناسب تحت كف الواحد منهم.
الله يرعاكم جميعاً...
|