|
|
|
06-02-2006, 01:17 PM
|
|
عزف .. على مقام النوى
(1)
.
.
لم أكنْ شجاعاً كاليوم في بوح تفاصيلٍ
تعبرُ إلى لجة الغموض
بعد أن أرختْ أميرتي ضفيرتها على نهدٍ من رمادٍ شفيف
ثمة ضوء كان هناك
وفي جنون احتضارِ بلادتهِ مدَّ لساناً أَضاعَ ذاكرة الكلام
فانفجر الموجُ من فرطِ ملوحته
يطيِّرُ نورسةَ النزيف
كانت مرايا سنابلها تُمطر جُلّناراً
وتُريق تعاويذها قطرةً قطرةً على حلمٍ وادعٍ كالحرير
يغصُّ بشهقةِ الموال
وتغمرهُ فيوضُ سحرٍ حلال يزورني كل مساء
على صهوةِ شلالٍ من بنفسج يتهادى على ضفة خصر أنيق
يكتبُ قصائدَ اللّظى على ورق الخريف
يُهفهف عطرَ نشوتِهِ
يغضُّ طرْفَ نزوتهِ ويكتب شهوتهُ على تويجات الضوء
مثل شهيق هطولٍ يَرُدُّ أمطاره إلى لهاث غابة
هجرتها طيورها نحو كهف خرابٍ
زائره الوحيد قمرُ كفيف
**
ياويح كلَّ صهيلٍ
يرحلُ قبلَ الفجرِ شمالاً
يحمل حسرةَ دمعتِهِ ويُرتِّبُ رتابتَهُ
ويخطُّ على أوردةِ المنفى
عناوين الموت الذي أسبل جفناً من رفيفِ صمتِ نافورةِ مواعيدٍ
يحاصرها انحباسُ غيمٌ كالحةٌ فيه مرايا الشتاء
وعلى شاطئ مهجور
يُريقُ دماء نوارسه ليكتب على الأفق بالأرجوان
(أميرةٌ دخلتْ قريتي فأفسدتها)
بزغتْ فجأةً من رذاذِ الزمان
زمَّلتني برداءٍ من سراب
وأَشعلتْ في القلب ديجورَهُ العاتي بالحداء
حفرتْ قبراً لقصيدةٍ
تتأرجحُ قامتُها في سراب ٍ .. يتلو قليلاً من هجيره
على عراءِ مسيري الذي مزّقَ دفترَ الرملِ بعد أن خط َّعليه :
ياويح كل رحيلٍ يتأبَّطُ في آخر الدرب _ وعد اليباس _ بكامل زينته
ويصدِّقُ أكذوبة الرياح على أشرعةٍ بُحَّ منها النداء
يعقوبية الحزن قافلتي ..
يتدلى صواعها في غيابت بئر يفيض قمحا وتمرا ً
وطيور غباري
تنتف ريش العاصفة لتحمي صغار أعشاشها
وتنشر على حبال دمي زوادة رحيل آزف للمغيب
كان اللقاء الأخير
موعدا لانطفاء نفس ماذاقت بعدهم سكناً من بكاء
وبردا يتدثر بالرحيل على قارب خريف حلوة العينين
يستفيق العمر في ضحكتها
تُكحِّلُ قصيدتي ببعض أهدابها
ثم تحرقها .. وتذرونا رماداً
في نهر الرثاء
**
تعب الشجو مني في هداة الليل الصموت
لانبيذها يسكب الصحو على ذهولي
ولا وضوء مسبغ من رضاب قهوتها في الصباح
وحدي
أرفع مرساة لحدي
وبياض أكفاني تجهش بالبكاء ولا من مُخيط سواها
والزمان يضاجع أخاديد النواح
يكحل صوتي المبحوح
بقصاصاتٍ من خريف
و فواصل قصيدة تنوح على أرملة القوافي
تنحت تمثالا لحسرتها
يفترسه عراء الريح
ومن دفتر إلى دفتر ... ذئاب البياض تطارد أرنبة قصائد شبت على الأحزان
مصلوبة _ومن أول التكوين _ على عذرية الصبار
ولاشيء سوى عاصفة تشنق خصلة وحدتي
وتسقي وردة المنفى الأخيرة
آه يانطفة الثلج
أما زال الطريق طويلا إلى رحم النار..؟
هذا جمري المنهوب الرماد
يقبض بأصابعه عليّ
ثم يفتحها
فتغرب شمس القصيدة الشمطاء ساخرة مني
بعد أن شقت يسار صدري وأعادت إلى الخريف أوراقه
وبعثرت ثلة من زغاريد يُطلقها هلاكٌ زوّجَ جلّنارك ِ بأوهامي
هل يغفر الرب ذنبي ..
(( عندما هممت على لوز النهد وفككت أزرار اشتهائي
وأطلقت غزالات أفكاري
لتقضم تفاح هديل الريح ))
لقد تعبت مزاميري من الشرود على ضفاف امرأة
كدست سنابلي بين رحى ضفائرها
وفردت راحة التسبيح فوق كؤوس المساء
تهدهد قمرا يبكي على أمه في الليل
وصدراً تلبَّد بالحنين
وقبرات من ندم غارقة في لجة انتحار الريح
والنشوة البكر يحتكرها كأسك الموغل في الغياب
وأبي من نهر
يبني من أنين الناي كوخا
سقفه من سبع غيمات عجاف
و زفرته تشق قميص الضفتين
وأمي من قصب تُرضعني موالها القروي
وقبل أن يستعير الحمام منها حنجرة الهديل
تشيعني على زورق ورقي
وتهز سرير الماء كي لا يضحل المجرى
آهٍ
في غيابك .. أطلقت تنهيدة الاحتضار الأخيرة
كالغريب على أبواب قصيدة ضاعت مفاتيحها
يتسلق أسوار قافيتها العالية
من أربعين وأنا أعتق جرار نبيذي بحفيف جديلة
تعبث بها الريح في فصول مرثاتي
آه ٍ
ما أدفأ بردك ِ عندما ترممين وسادتي بحمالة النهد
وتعلقين شفاهي على شجر الشموع
وعلى أصابع من حرير
لم يبق من العمر سوى بعض خريف
تتربص حطّابة الوقت بصفصافه العالي
وعاشقة تغزل في الليل حمامتها
وسبع قصائد تغفو على شرفة دفتر ٍ
قصقصت الأيام سطور زنابقه
وزخرفت بها
.
.
شاهدة اللقاء الأخير
.
.
.
(2)
سأبدأ تبرعمي كل صباح
بوضوء عصافيرك بماء نبعي
وادخل قداس خشوعي الطافح بفضاء ظباء وردية الشرود
مياهك دافئة
وخبزك ياسيدة البيادر
يلهث جوعي على أطراف تنوره ..
يرد الحوض
ويدندن آخر لحن عصي على المقام
*
ياسيدة النارنج وذاكرة اللهفة في قاع الوقت الآتي
هذا ندائي يتكاثر كصفصاف على ضفة شوق ظامئ اللقيا
وضوضاء الأفكار تمطر عشقا يسكب منثور الضحكات على جريان النهر
محترق المطر أنا
أعوم في ماء قبلات على بعد امرأة .. ووسادة
وشفاهي يابسة
وأنت سؤال
يبدد في هذا الليل صقيعي
يا امرأة .. من أقصى فوح النرجس تأتي
أنكرت كل الأشياء جنوني .. الاك
أضأت داخلي المكبوت كدالية تومض أقواسا وبياضا في بهو لهاثي
تجوبين صباحي كقهوة فيروز الشروق
دعيني أخبئ الشفق في آنية الجدوى
بعد أن ضاق البحر على مجداف قصيدتي
دعيني أتوضأ بماء غيابك واصلي نافلة الانتظار
وأفتش فيك عن لغة تروي ذبول صغار الكلام
*
لن يضيع نبيذك من بال عنقودي
أنت إيقاع البقايا في دمي
وخفقة الصب
على أراجيح الياسمين
هاأنا أعد القصيدة .. لشيء آت
أبعثر فحيح حرائقي قبل أن يتوه الرصيف عند المنحنى
آه مما لا يُرى بين سطور هارب فيها الحنين
حيث البياض طليقا
والغناء على بوابة ذاكرة العنادل يتمنع عنه المقام
*
يتدلى انتظاري ..
من سقف اليباس الذي يرسم وجهة المنفى على وجع المساء
ونصف الروح مرميا على ذبول الوقت يتلو سورة الأشلاء
على شط الزوال
تلفحني أنفاس الحرف المكتوم المتصعلك في حانات الشعر
(وديك الجن ) يئن بصوت يخنقه العشق
يشعل أسرار غيرة الطين المذعور
بعد أن سكن الوله حوجلة فوانيس المطر
وأنامل النهر واجمة تتهجى ذنوب تتمترس باستغواء
يقرأ– وهو الأمي _ حروف الطهر وضلالات نافذة العشق الخضراء
لقد خذلني سروٌ مجهول الأعشاش
يرصد خارطة الماء
وأفاعي الظمأ في جحر أتعبه ترحال فحيح ٍ
يتبرَّجُ على شطوط لهاث أشلاء قصيدتي
ويرتاد حانة أوهامِ العوسج الضليل
تسلَّلَ السُّكْر إليها على غفلة من النبيذ
وراح يسكب اشتعاله على تربة روحي
لقد غادرني الصحو
وأطلق صهيله الهارب إلى نجيعك
لا ظل يؤوي هسيس الروح إلا نخيلك العالي
فأضيئي دياجير سويعاتي
ويممي شطري ..
كصغار يمام تؤوب إلى القلب سربا فسربا
لترقص أعشاش الحنين على ألسن الشاربين
ما زال في كاسي سُؤْرٌ
وفي صدري نهرٌ
آنست على ضفته اليسرى صلاة الماء
والنجوم أزهرت بالبوح على اليمنى
تحمحم عليها قبلات لوزٍ يشتمُّ دفء المطر من حلمة غيم الأوهام
*
لقد ضاعت الدروب إلا إليكِ
والروح غارقة في اختلاجات النشيج بعد أن أغواها بنفسج النهد
ياسيدتي
فكي حصار سرائري من توجس وحشة المسافة
فلم يبق وقت لقصيدتي المنفية
على أجنحة الحمام
.
.
.
يتبع ..
اخر
مواضيعي |
|
|
06-02-2006, 09:42 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
[.. إمرأة على قيد الوجع ..]
|
/
\
العازف على مقام النوى
الجندول
وارف حرفك بـ لذة القراءة ..
سـ أكون هنا دوماً ..
حتماً لي مقعد محجوز .. في صفوف العزف هنا ..
كن بخير
/
\
|
|
|
|
06-03-2006, 03:14 AM
|
رقم المشاركة : [3]
|
[.. راحلة عبرك إليّ ..]
|
\
/
سيمفونيه.. تجعل في خاطري رعشة
فيخبو القلم قبل أن يثور
ساأعاود المجيئ هنا ملياً
\
/
|
|
|
|
06-03-2006, 06:12 PM
|
رقم المشاركة : [7]
|
[.. إمرأة على قيد الوجع ..]
|
/
\
لازال العمق يطالب الإنصات ..
عزف منفرد بـ أبجديات لاحت لي من الأفق ..
الجندول
لازلت أقبع في الصفوف الأولى ..
أخضع لـ عزف على مقام النوى ..
كن بـ خير
/
\
رفيقة القمر
|
|
|
|
06-03-2006, 06:42 PM
|
رقم المشاركة : [8]
|
|
رفيقة القمر
لم يبق غصن إلا تأكسدت على براعمه
جهات رحيل ٍ .. يشتهي مرور سحابة شردت عن طابور الشتاء المسائي
لترش الظلام على وسائد الوقت
لقد أطفأني جرح أسطورة ضفائر غارقة في السبات
تهادت عنها وشوشات اللحاف
تعلق الأسرار على نوافذ لغة ٍ
اندلعت من مطرقة الصمتِ بهمهمات ٍ شقية الزفير
تقضم أصابع التأجج وتثقب زعانف الموال
قبل أن تغص النوارس في اختصار هجرتها برفقة أصداف الروح
مثل هديل يكسر كأسه بين شفاه أصابع النوارس
فتتوقف عقارب الموج وتشعل أسئلة شتى في رأس الجواب
القابع على سراط الكلام
|
التوقيع |
لا تسافري ياقصيدة
لم تزل بعض السطور يحتويها الجرح
يخبؤها تحت وسادة نوءِ سكْرة ربما تأتي
كي يزهر نسغ الروح
لاتسافري ياقصيدة
هذا نجيعك
شرَّعَ مرايا صفصافة من نبيذ
توزع دمها كالحبر
على صغار العصافير
كي تكتب أبجدية جديدة للغناء |
|
|
|
06-04-2006, 01:16 AM
|
رقم المشاركة : [9]
|
الم السنين
|
الجندول
مساء الخير
لا يملك الحرف سوى الابتسام لعطر حضورك
فأهلا بك أيها الجندول أهلا
دمت بخير
تحيتي وتقديري
|
التوقيع |
رحلة الصمت قد بدأت !
وحتى يعود الحرف إلي سأبقى في هدوء! |
|
|
|
06-04-2006, 03:08 PM
|
رقم المشاركة : [10]
|
|
عبد العزيز
رائع الحضور والقراءة
حضورك يعيد ترتيب الغيوم
كي تناسب مقاس الجفاف
دمت بخير
|
التوقيع |
لا تسافري ياقصيدة
لم تزل بعض السطور يحتويها الجرح
يخبؤها تحت وسادة نوءِ سكْرة ربما تأتي
كي يزهر نسغ الروح
لاتسافري ياقصيدة
هذا نجيعك
شرَّعَ مرايا صفصافة من نبيذ
توزع دمها كالحبر
على صغار العصافير
كي تكتب أبجدية جديدة للغناء |
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:19 PM.
..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..
Powered by vBulletin® Version 3.6.7
|
|
| |
|