|
|
|
#1
07-23-2005, 05:44 AM
|
||||
|
||||
|
العقل يشكو...!!
أصبحت أرى العقل يشكو ويتضرع من ظلم هؤلاء الذين يرفضونه حيا ويستحيونه ميتا فصار غريبا بينهم يناديهم ويستصرخهم وليس له مجيب أدعوك للاستماع إليه معاً ، فاصغ إليه ستراه عيانا أمامك ولاشك في مشاهد عديدة -------------------------------------------------------------------------- العقل يصف حاله بينهم بعد إنكارهم فضله فيشكو ضعفه وقلة حيلته ويقول إلهـي ! إليـك أشـكو قومــاً صَـغّروا شـأنـي فواثكـل أمِّـي لو كــانَ لـي مَن أناديـه أمِّـي خـلـقـتـَنـي لـهـم وحيـداً وفـيــهم جـعـلــتـَنـي فــلا أب لــي ولا أخ ولا حمـيـم يـُـؤنـِسُـنـي أنِسـُــوا بالـوَهْــم وتمتَّــعــوا بالجـهــل دونـي ولا ذنـب لـي ! ربِّ إنــي حـفـظـــت عهــدي فبِنــورِ من يمشون بعـد أن أنكـروا نـوري ؟ لقـد ضـلّـوا إذن وهـامـوا في الظـلام بـعـدي عُـمِّـرْتُ فيـهـم شـابّـاً حتى أصـابني الهَــرمُ فصِرْتُ شيخاً ولشيخ العشـيرة عندهـم كَلِـمُ فـلا فـضْـلَ عـرَفــوا ولا شَـــيْبَـةَ وقَّـــروا ولا رَحِـــمَ وصَـــلـوا ولا مَــودَّة حـفـظــــوا -------------------------------------------------------------------------------- ثم نرى العقل الحليم يعفو ويصفح ، متأسِّياً بالنبيِّ (صلى الله عليه وسلم )فيبيِّن سبقه على الإيمان أمام عنادهم فيقول إن كــان نبيُّـك نـوحٌ قد دَعـا على قـومِـهِ فلسـتُ أدعُـو عليهـم مابـقـيَ منهــم فَــردُ يُعَـزِّيــني قَــوْلٌ مِـن ثَـغـْـرِ نـبـيِّـك أحـمـَــدا رَبِّ اهْــــدِ قــومــي إنـهـم لا يــعـلـمــــون هجَــرونـي فعـابهـم النـاس فـكـان جـوابـهـم كــلاّ ! لاعـيب فينـا ! غـداً الايمـانُ يُنجينــا أما علِموا أن الإيمـانَ كان في القديم رَديفي لَعَمري قد أضاعوا الحجة وشوَّهوا البرهانَ -------------------------------------------------------------------------------- ثم يصف حالهم بعد عزلهم العقل ، وماجرَّ ذلك عليهم من ضرر وبلاء : ثم عن تعصّبهم لأقوال القدماء فيقول جَعَلـوا ديـنَ محمَّـٍد في الحُجَّـة نُصْبَ أشِــحَّةٍ من ألسُنِ المستهزئيـن والمارقيـن والسفهاء ابتـدعــوا أقـوالاً أغرقـتهم فـي لُجِّي بحـرِهــا وتَـبِعَـتـهـم أقــوامٌ خَـبَـطــت خَــبْـط عشــواء فصِــرْتُ كلَّـمـا قلـتُ لهـم ربِّــــي وخـالـقـــي عَــلاَ صُــراخُ منـاديـهم: آبـــائـي وأجـــدادي جَـعلْـتَهـم أحْـــراراً في اخـتـيـــار طَـريـــقِهــم وعَـرَّفــتـهــم سُــــبُـلَ الـهـــدايـة دُونَ قــهْــر طـردوني ! فوقعـوا أسْرى في خندق الجهـلِ فـلا مـالَ ينفعـهـم بعدها ولا علـمٌ ولا عمـلُ آثـروا ظـــلام الهــوى عـلى نــــور الـهــدى ورَفـعـوا رايـةً عَـجــيــبـةً ظَـلْـمـــاء تُـــْردي ثـمَّ أخـَـذَتْ عـلى أثـرِهِــمُ الأجــيـــالُ تَجـْـري حَـيــارى تَـنْــزِلُ بهـمُ الشَّـدائـدُ والكـلُّ يَـدري سَــقطــــوا دون شــُـعـوب الأرض قـاطـــبـة فــلَـم يـَعُــدْ يـَحْـفَــل بـهـم شــرقٌ ولا غــربُ داسَـــتهم الأمـمُ ظُـلمـاً وسَـحَـَقـت عظـامَـهـُـمُ وأهلكَــت حَرْثَـهـم فَتـْكـاً وجَـمـْعُهـُـم مهــزومُ فَــوَعـزَّتــك لا طــاقـةَ لِـيَ الــــيـــومَ بِــهــــم ربّـاه ! أم كيـف أصـْـنَـعُ وأنــا الـمَـقـْهــُـورُ ؟ -------------------------------------------------------------------------------- ثم يعجب العقـلُ من واحد منهم كيف سقط بعد إدعائه الحِرصَ على قومه وصراخه فيهم فنطق بعيداً عن حكمة العقل. يقول العقل في وصفهم جميعاً بعد تردّي حالهم بين الأمم ثم صاح شاعرٌ "متى يُعلِنـون وفاة العـرب"؟ لعلّـَهـم إذا دُفِــنــوا اْرتــاحَـتْ منـهـــم الأمــمُ فَـصـفَّـقـــوا لَــه جَـهـــلاً بعــد مــا طَـِـربـُــوا ولـم يَعـقِـلـوا ولم يَعُـدْ يُفْـهَـمْ عنـدهـم كَـلِــمُ ْ فــلا عقـل ينقــذهــم ولاإيـمــان يـردعـهــــم ولا حَـشْرَ يُخيفُهم ولا الميزانُ ولا الصُّـورُ لَـعَـمْـري لـو وَعِـيَ خطـــرَ ماقــالَـه فيـهــم لَـمَــا سَـــقطَـ ولَـمَــا أصــابَ قَـوْلَـه خـَطَــلُ فـواعَجـَبــا مِمَّـا أراني الـدَّهـْـرُ مِـن خَـطْــبٍ وواأســفــــاه إذا اسـتُضيـف عنـدهـم القـبــرُ كـيف بهـم ينتظـرون المــوتَ عـلى يـأسٍ ؟ وغيرُهـم ماضـــون في الحيــاة لــم يَـلْــووا عَمَـروا الدنيـا والآثــارُ على ذلـك شــاهـــدةٌ لكـنَّ أمَّة العرب تنتظـر أن يُحفـَرَ لهـا قـبـر ؟ نادى شاعرُهم قبلهــا فيلسوفــاً عَـمَّ فـسـادُه * أجيـالَ الغرب وَصَــلَ بعدهــا إلـى العــرب قال الشاعر مرة : أصبحنا بحاجة إلى فرويد جديد ليدرس حالتنا المستعصية* وَصَـفَـهُ لهـم طبيباً ومنقـــذاً لأمـة يَـعـْـرُبٍ فــلا مرحباً بالمسخ إذا دُعِيَ وطُرِدَ العقــلُ فَـقَـرَّت بذلــك عُـيــونٌ للأعـــداء ســاهـرةً تُـراقـب اليـأس فيـهــم وتجَــرُّعَــهــم السُّــمُّ وبــاتَـت مَحْــبـورةً تـضـحــكُ منـهــمُ أمــمٌ وأخـرى بَـكَتـْهـم وعَـلاَ وجـهَــهـا الحُـــزْنُ لولا اسـتشـار الـعـقـلَ قبلهـا لأحْجَـمَ القـلـمُ عـن دعـوة إلى القـبـْـر ولَـمـا رُوِّجَ البُــرُمُ فـأنَّى لهـم مَخـرجٌ مِـن ذا إن لم تَسَـعْـهُـمُ رحـمـةٌ مِن ذي العرش ربِّ إنـك حــليـــمُ ربـَّاهُ ! ربّـاهُ ! ارحم ضعفَهم فأنت بصيرُ بحــقِّ نبيـك محـمَّــدٍ كُــنْ أنـت النـصــيـرُ -------------------------------------------------------------------------------- وفي مشهد جديد نجد العقـلَ يشكو سوءَ حظِّه بينهم فيقول: قـالـوا لاحظَّ لـي في فَهـم شـرعك الـذي أنـزلْتَـه من أجلهـم ولـم تُـنِطـه بغـيـري فمَـن أعطـاهم الحُـكمَ في كَـرَم العـطــاء أو فـي البُـخْــل ومَـنـْـعِ الـحَــظِّ والـقِـسـم عرفتُك بعد أن ابتدَعْـَتـني وأحسنت خلْقــي وهـؤلاء تَجَـرؤا على مـن أطــاعـــك بــي -------------------------------------------------------------------------------- وفي مشهد مُثير نسمع العقل يستغرب ويعجب من الذين اتهموا :العقلاء فسمَّوهم المبتدعة فاصغ معي إلى مايقـول سَــمُّوا المطيـعَ العـاقـلَ صـاحبَ بـدعــةٍ وَيْحَهـم أهــذا عـنـدهـم جـزاء العـرفــانِ كيف صـار العاقـلُ في ميزانهم مبتدعـاً فلبئس ماعرفوا وخاب صاحبُ الميزانِ أتراهم دعوهُ إلى عصــيانك فارتضـى في الهـوى ديناً غير ديـن النبيِّ أحمـدا بعيــداً عــن حكمــة العـقــل وهـَـدْيِــهِ لاحـجـة لــه فـيــه ولسَــوْفَ يـرديــه -------------------------------------------------------------------------------- ثم يصف طاعته العمياء وإخلاصه منذ خُلِق :ويـذكـر بضـرورة إمـامتــه وحكـمه فيقــول زعـمـوا أنـهــم يَشُـكُّــون إنْ هـمُ اقــتـفـوا أثـري يـاللفـضـيـحة (ة)! كـيف يـوقـنـون بـأثـر غـيري ســـبحــانك ، لو عرفـوا حـكـمتــك فـي خــلـقــي لَـخـَـرُّوا لـك سُـجَّــداً بعــدمــا عـرَّفـتَـهـم فـضـلــي أمَــا علِموا أني أقبلتُ إلـيــك طوعاً يوم أمَـرْتَـنـي * وأدبـَــرْتُ مَرْضِــيّــاً إذ أنـت بالإدبـار امْتـحَــنْـتـَنـي فأثْنَيـتَ علَيَّ تَعـظــيـماً لِخَــلقي وصِــدْقِ طَــوْعِـي ومَـنَـنت عليَّ فـقـلتَ بـأنـك بـي تبـدأ وتُعـيـــدُ بــي كفاني عزّاً في القديم ماأنعمتَ به عليَّ من قدري بقسَمك على نفسك بأنك عليَّ تُعـذب وليَ تُجزي أمَــا بَـيَّــنَ لـهـم الــنَّـبـِـيُّ الــصــادقُ عـنــك أنــك مـــاقســمتَ لـلـعـبـاد شــيئـاً أفـضـــل لـهـم مـنـّي فـقــال إنَّ نــومَ الـعـاقـــل منهـم أفـضــلُ عـنــدك مِـن سـَهَـرِ الجــاهـلِ المـطـيـعِ الـغـــافـلِ عـنِّـي ؟ وحـــذَّرَهـم فـقـــال إن الخـيــرَ كـلُّـه يُـدرَك بـــي وأنــه لايـبـتـغـي الـدَّيــــنَ مَــن أعــرَضَ عـنِّـــي وأراهــم حـجـتَـك فـي رُسُـلك وأنبيــائك ظـاهـرة**** وأعـجَــزَهم بأخـرى لك بــاطنة تُصــاب بالعـقـل فــواسَــوأة ظــالـميّ الــذيـــن ملَّـكْــتَهـم أمْــــري إذا سـُــئِـلوا يـوم الـقــيــامـة بيـن يـديــك عـنِّــي كـيـــف غــاب عـنـهـم وعــدُك الـمـحـتـوم ااــذي لـولا رجَـــوه لَـهـامــوا فـي الــدنيــا وَلَــهـــاً بـي ولأطــــاعــــوك فـِيّ ولـم يـجــحـــدوا فــضــــلــي وَيْــحــهُــم كـيـف يـرجـــون الـنـجـــاة بـغــيــري ؟ __________________________________________________ ______________________ إشارة إلى الحديث الذي ورد على الصفحة 28 من المجلد الأول من كتابنا بحوث في واقع أمتنا ** وإن اللّه خلق العقل فقال له: أقبِل، فأقبَل ، وقال له: أدبِر، فأدبَر ، فقال اللّه تبارك وتعالى وعزَّتي وجلالي ماخلقت خلقاً أعظم منك ولا أطوع منك ، بك أبدأ وبك أعيد ، لك الثواب ، وعليك العقاب "إشارة إلى الحديث على الصفحة 35 من المجلد الأول " بحوث في واقع أمتنا*** ماقسم اللّه للعباد شيئاً أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل إشارة إلى الحديث على الصفحة 37 من المصدر السابق**** :إن للّه على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة :فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول :: يتبع رد العرب على شكوى العقل ::
|
|
07-23-2005, 05:46 AM
|
رقم المشاركة : [2] | |
|
كأنه هنا
 |
::: تتمة ::: رد العرب على شكوى العقل..!!
رد العرب على شكوى العقل يـاعـقـلُ لِمَ تشكُـو ؟ شـكا العقـلُ أمةَ العرب بعد أن ضـاق بها ذرعاً وجرَّعته مـرارة اليـأس ، فنشـطت الأمـة للّـرد عليه استنكاراً لـه إعجـاباً وغروراً بماضيها وحاضرها تعـال معي لنستمع إلى قومنا في ردهم هذا عسى أن نفهم شيئاً عن قومنا في مأسـاتهم مع العقــل المسكين :العرب تنكر العقل ولاتعترف به فتقول ســمعنا فتى شــكــانــا اسـمُه عــقـــل لاعــهــدَ لــهُ بِــنا فــكيـــف يشــكونــا يــاعــقــل كــيـف انتــســبت إلـينــــا ؟ هـذا بهــتـانٌ ياعقـلُ فماذا تريـدُ منّا ؟ إن كـنـت أردتَ إرثاً فما لَــكَ نصــيـبُ فـفي الأنسـاب عندنا ليـس لَــكَ قريـبُ سـألنا شيوخ القبائل عنك فما عرفَتكَ أمِـن قـحطان أنت أم مِن عدنان وُلِدتَ لـئـن انتسـبتَ إلى العــرب فما صَدقتَ ولو انتسـبت إلى العـجـم فــلا وُفِّـقْــتَ إن قـلـت غـريبَ الحَسَـب فـقـد أصَـبتَ فـمــا حجــتـك إذن ؟ ومِـن أيـن أتـيتَ خُلــقــتَ وحـيــداً ! فمتـى خُــلـقـــتَ ؟ ولـيسـت لــك أمٌّّ ! فــكيــف وُلِــدتَ ؟ مـارأيــناك فــينا ومـاعـبـرتَ بواديـنـا فبالـلّــه عـليـك كيـف وصـلت إلـينا ؟ أجِـــنــِيٌّ أنــتَ ؟ أم أصـابــك الــمَـسُّ فــكــيــف تخـاطــبــنا وبــك لانُحــِـسُّ -------------------------------------------------------------------------------- ثم انتبهت العرب إلى أن العقل كان بينهم فبدأت تتملقه وتواسيه: بَـلــى لـربَّمـا ســـمعنـا عنـك يـاعـقـلُ فـي شِـــعـر أجـدادنـا لـك فيــه فـضــلُ يــاعــقــل لاتشـكُ منّـا فأنــت الحـبيبُ وأنـت الـهـوى فكـيــف صِــرتَ غريـبا إن كنّـا هـــجــرنـاك فاعــذر جهـلــنـا وإن كــنـّـا طَــردنـاك فـمـــا لَـك ذنــبُ دَعِ الـحــزن عنك وادخـل في هـوانـا فـلا عليـك إذا أصــابتك منا العيـوب -------------------------------------------------------------------------------- :ثم انهالت العربُ على العقل باللَّوم والاتهام فقالت أنت شكوتنـا فاسمع ياعقلُ شكوانا ولقـد أطـلتَ ولـم تفـهـم بعـد بَـلـوانا لمـاذا جَـررتَ علينا الشقاء ياعقـلُ كـفـى لو أطعناك لَطال فينا الشقاء أما علمـت ياعـقـل بأننا قوم نحبُّ الطـرب ولـنا فـي الـهـوى صَـخبُ وأنت امـرؤٌ ياعقـل يُرهـق صاحبه فيشـقى ويحـزن فكـلنا منك هارب أما سمعت ياعقلُ شاعراً يقول لنا ذو العـقـل يشقى في النعيـم بعقـله وأخو الجهـالـة في الشـقـاوة ينعــم أفلا عقلت الآن أم غاب عنك الفهمُ دعــنا ننعـم في الشـقــاوة والأســـى لقد مَلـلنا النُّصحَ والتذكيــرَ ياعقـلُ أومـا بلغك ماقـاله المتكلمـون فينـا إذا جـن ربــعـك فعقــلك لايـنفــعــك فــأي نفــع نرجــو منـــك بعـد ذلـك أنصـدقك ياغريـب ونكذب بعضنـا ؟ أما سمعت ياعقل قـول الفخـر فينـا نطــق بــه في القــديـم شـاعرنــا ؟ ألا لا يـجـهـــلّـن أحـــد عــلـيــنــــا فنجهــل فـوق جـهــل الجــاهـلـيـنـا نحـن لانقــرأ الكتـــاب ولا الـزّبُـــرَ ولا نقبل وعـــاظــا بيـننـا ولا رُسلاُ -------------------------------------------------------------------------------- ثم تُنكِر ماعابه عليها من عجزِ العِلْمِ : والمـال عن نفعها بيـن الأمم فتقــول شكَوْتَ فقـلـتَ لايَـنـفعُ فِـيـنـا عِـلـمٌ ولامَـــالٌ إذا فـَـقـدنـاك ! لقـد تجـرَّأت كثيــراً يـــاعـقــلُ قد عَلِمَ أجـدادٌ لنا في الـقـديــم فـمـا عـاشــوا ومانفعـونا أفَتضحكُ أنت ياعـقـلُ من جهـلـنــا تـُريــدُ أن نَسـعى ونـجـهـد فـي طَـلَـبِ الــعُــلا ِلمــاذا ؟ لِمــاذا ياعـقـلُ تطـلُبُ مِـنَّـا العَـنــاء إن كــانـت الأمــمُ نَـطَـحَـت بالعِـلْــمِ السمـَـاء تـُـريـــدُ أن نَـهْـلَـك نحــنُ فـي ذاك الــبـَــلاء ؟ أمـا علِمـتَ بأننــا اشــترينـا بالمـال مقـعـدنــا فــي مركبتهـم إلى الفضــــاء ! أمـا رأيـتـنــا؟ فـكــن مُـنْـصِــفاً ! ذاكَ نَـفـْـعُ الـمـالِ يـاعـقـلُ وَلَوْ صِـرْتَ غَـنيّـاً بعـد فَـقـْرٍ لَـنَـفَـعَـكَ المَـالُ تراهم طاروا بِكُتُبٍ مِن عندِ الورَّاق حَـمَـلَتهُـم فطــــافت بهـم أطـرافَ السَّـماوات والشُّـهبِ ؟ نحنُ سُـكـارى لنـا من دون كــأسٍ مشــربُ تـراك ياعـقـلُ أنت أوَّل شـاكٍ منـا ومُـتْـعَــبٍ ؟ قــد شَـكَت مِنَّا الأرضُ والجـبــالُ والسُّحُــبُ فلم نأسَفْ ولا نُبالي! لقد عَظُمَ فـينا الخَـطْـبُ لَــنــــا مَــــاضٍ مَــانـَــــراك تـَــعـْـــرِفُــــــهُ نــحــــنُ هـــــــودٌ وعـــــــــــادٌ وثمــــــودُ إقـرأ عنَّـا في حــرب داحِـــس والغَــبـْــراءَ لِـتعْـلَـمَ أنَّ بأسَ الأعـْـرابِ بَينـهـم شَــديــدُ ثـمَّ فـعـلـنــاهــا مــع نَـبِـيٍّ مِـن قُــرَيْــــشٍ أخــرَجْـنــاه من مَـكَّـة فـصَــار منَّـا بَـعـيـــدا واذكُــر حـَربَـنــا معه في بَـــدْرٍ خَـسِـرنـاها فلـم نَـعـقِـلْ ثم عُـدنا في الخندق وفي أحُـدٍ حَـمَـلنـا فيـهـا رايَـةَ صَـخْــرٍ أبــي سُـفـيـان ورايَـةَ عَـمـروٍ سَــمّـاهُ مُحَـمَّــدٌ أبَــا جَـهـلِ ثم عــــاد إلــيــنـــا فــي لُــيـُــوثٍ منتـصـراً فــذاك يَــوْمٌ عَـسِــيــرٌ عــلـيـنـا مـشــهــودُ ذلَّــت رؤوسُـنـا فـيه وغــابَـت في أكتـافِـنـا ولَـم تـنصُـرْنا فيـه رُومٌ ولافُـرسٌ ولايَـمَـنُ َخذلـُونا جميـعاً بَعـد عُـهـــودٍ ومـواثـيـــقَ تـاللَّــــهِ ما صَدقوا وما وفَّـــــوْا لنـا عهـداً أجَـــلْ ! خِـفْـنَـــاهُ يَـوْمَهـا فـارتَـعَــدَتْ فيهِ فـَرائِـصُـنـا ! كَـمَا أفـزَعَنـا قَـبْـلَهـا الـفِــيـلُ لـكــنَّ محمَّـداً الأمـيــنَ عَفـا عَـنَّـا بِـقَـوْلَةٍ َحفظَـهـا لَــهُ علينـا تاريـخٌ شــاهدٌ لايَـغيب فـقــال الهاشِـمِـيُّ ابنُ قُـرَيْـشٍ لنا يومَهــا أَنْــتُـــــمُ الطلقاء " فـهَـل فِـيـكُــم رَشِــيـدُ ؟" ثــمَّ راحَ يَـكْـسِــرُ أصْــنــامَـنـا فَـانْـخَـلَعَـتْ لَـهــا قُــلُــوبُــنَــا فحُــزْنُـنَـا عليها شَــديـدُ وقــالَ إغـْرِبُـوا عَـنِّـي والْـزَمـُوا بُـيـوتَـكُـم ونِـسـاؤنـا يُـبَـايِـعْـنَه ودُمُــوعُـنـَا تَـسْـكُبُ -------------------------------------------------------------------------------- :العرب تأسف على مافاتها ثم تفخر وتزهو بحاضرها فتقول فـمــاذا عليه لـو تَــرَكـنا في أشعارنـا وأمـثـالـنـا فـمــا لَــنـا في الكتـاب ولا في الـزبـُـر نـصــيـبُ هـلاّ قرأت ياعـقــلُ كتابَ اللّه ومــاقــالـه فـيـنــا على لســان نبيَّــه المُـشـتـكي منَّــا يوم يلـقـانــا إشارة إلى قوله تعالى في سورة الفرقان- -وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا إن كـان شَـــكـانا قبلك رَبٌ على لِســان نبــيــِّـه فما ارْعَوَينـا ! أفــأنت ياعـقــلُ الآن تشــكونــا ؟ نحن قومٌ نُريــدُ سلاماً مقابل أرضٍ تــعـيـــدُهـا لنـا بَـنــــو قُريْظــة الــتي عــادت تــفــاوضــنـا سلاماً أحمـر يقطُـرُ دَمـاً لانُـبـالي كيـف جـَـرَى مادامت بعده نقــودٌ خَضـراء تُسِرُّنا وتُلهيـنا تَـرِفُّ لَـهــا حَـنـايــانـا وأمــعـاؤنـا وأكـبــادُنـا فَـأيـْنَ مَـثـْواكَ منهـا ياعـقــلُ فَهَلْ تَصْـدُقـنـا ؟ سَـألْنـا عنـكَ طبيباً جـَرّاحـاً صـادقــاً ليُخـبـرَنـا فخـرج الحكيمُ علينا ضاحكاً مُطَـمْـئِـناً يُـبشِّـرُنــا يَداهُ مَخْضوبَتان بِـدَمِ الأحْشاءِ فصاحَ مِن فـرحٍ هَـاهٍ ! طوبى لكم ياقوم ليس في أحشائكم عقـلُ أما عرفتَ ياعقل أنَّ في الأرض دجَّالاً يُسامِرنا يَعـزفُ لنا على عُودهِ لَحنـاً يُرقصُـنا ويُطـربُنـا فـمـاذا علينــا لو أطعنــاه في الهوى وعَصَـيْناك فـلَن يُصــيـبنا حُــزْنٌ لَوْ ذَهَبَ هَوانا إلى سِـواك نـحـنُ لَسْـنا عُصـاةٌ بَـلْ عُـشّاقٌ وكلُّنـا بَهـالِـيـلُ والدَّهـرُ أفـنى الأحِـبَّة قبلنا فما هَـذِي الأبـاطيـلُ؟ ثمُّ انظُـرْ ياعـقـلُ !هل تَرى مِثلَنا على البَسيطة قـوماً سُكارى فـي الهـوَى والطَّــرَبِ والجُـودِ ؟ فَــارْحَـــلْ عـنّـا ياعـقـلُ ولا تُـعــكِّـر صَــفـْـوَنـا لـقــدِ افْـتـُضِـحْـنـا بـكَ وكَـثُـرَتْ عليـنـا الشُّــهـودُ مـاتَــرَكْـتَ لـنـا صــاحِـبــاً يـــاعـقــلُ فـَـاغْـــرب عَـنَّـا بـِوَجـْهـك فـَـوَالـلّـــــه لَسْتَ فـينـا مَحمُـوداً مــادمت تشكـو وتنـدُب سـُــوءَ حَـظِّـك بَـيْنـَنـا لارَجْـعَـةَ لَــك إليـْـنـا ولامَـرْحَــبــاً ولاعَـــــوْدَ -------------------------------------------------------------------------------- إلى جميع الأعـزاء من الأخـوة والأخـوات العـرب أرجو أن أكون قد عبَّرت عن حال أمتنا اليوم في وضعها المُـؤلم بعد أن اشـــتكى منها العقلُ على أمـل أن تفيــق وتدرك مافعل بها الناس فالمسؤلية ثقيــلة عـلى كـاهـل الــمـثقــفيــن الواعين بيننا ورأيت أنه كان لابــد من هذه الـتعــابير الحـيّة والمصورة لما آلت إليه أمـورنا في أواخر القرن العشرين محمد ياسـين حمودة ------------------------------------ دمتم بخير.. |
|
|
||
|
|
|
07-24-2005, 07:47 PM
|
رقم المشاركة : [3] | |
|
[..ابتسامة تمارس البكاء..]( مؤسسة الجنة )
|
.. .. كما .. وعدت .. قرأتها تامه .. ويالها من مقطوعة ح ـق .. تخ ـرس ..! سلمت .., |
|
|
||
|
|
|
|
07-25-2005, 01:54 AM
|
رقم المشاركة : [4] | |
|
كأنه هنا
|
ميادة.. يااااه... كم كانَ صادقا في شكواه.. لقد أهناهُ وربي.. وعدتِ وأوفيتِ.. كوني بخير دوما.. |
|
|
||
|
|
|
|
08-04-2005, 10:24 PM
|
رقم المشاركة : [5] | |
|
لا شيء ...!!
|
ايها السلطان ملكت قلوباً في تتبع احرفك الجميلة اين كنت لك الحب من قلبي دمت راتعاً في رياض القلب ايها الحبيب اخوك / اسماعيل مهدي |
|
|
||
|
|
|
|
08-06-2005, 05:45 AM
|
رقم المشاركة : [6] | |
|
كأنه هنا
|
اقتباس:
إسماعيل مهدي.. مهبج في حضورك.. وجميل في إطلالتك.. دمت في جنة لانتفارق منها.. |
|
|
||
|
|
|
|
08-06-2005, 12:17 PM
|
رقم المشاركة : [7] | |
|
امرأة الحزن
|
أيها الجميل للعقلِ أيضاً سلطة على الروح إذ سخرها لتسير بأمرٍ من حكمته مرحا للنص الباذخ في كل شيء ومرحا لأرواحنا بــ روح سلطان أخ ــــتك . |
|
|
||
|
|
|
|
08-07-2005, 07:46 AM
|
رقم المشاركة : [8] | |
|
كأنه هنا
|
اقتباس:
هاجر العقل الجسد.. لم يكن بإرادته.. بل كان مكرهاً على ذلك.. طرده العرب.. فـ طرد الذكاء عنهم.. مروركِ من هنا .. رووووووح.. دمتي بود.. |
|
|
||
|
|
|
 |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
العرض العادي
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| ذاكرة الثرثرة | أنت | ثرثرة الأرواح | 362 | 02-01-2007 12:10 AM |
| (استجواب )لكل من يسكن بهذه الجنّة | معجب الشمري | ثرثرة الأرواح | 10 | 05-23-2006 10:59 AM |
| أظهــ ... اهتمامـ بي ـك ... ــر | كيّان | جنّة البوح | 12 | 05-13-2006 09:44 AM |
| هو وحده .. من يسكن الذاكرة .. يرحل ! | روحـ .. | جنّة البوح | 20 | 08-10-2005 05:16 PM |
الساعة الآن 02:04 PM.
|
..[ جميع الآراء والأفكار المطروحة تعبّر عن كاتبها , ونحن كـ إدارة نخلي مسؤوليتنا ]..
Powered by vBulletin® Version 3.6.7
|
