حانة الأدباء

[خالد عمري]

[ ثواني الأنتظار الُمر .
حين تعفيك الدقايق من حضور الأحتفال .. بمولد الفرح وتمنحك اجازة
قسرية من لذة الخلاص
من طعم المرارة .
أترحمك يوما شفقة أو رحمة ..
بك !! ]
ليتها فعلت .!
[ سأنام وحدي
ابحث عن النوم كل ليلة ولا اجده
الا بعد حزن .
أراغب لو امارس الحب مع الشعر الذي اكتبه
او الدمع الذي اذرفه لكنني ابدو ضعيفة أمام خيال
رجل .]
ان كان هذا الرجل شاعرآ
فسيعجبه ماتخطين الى ان يمزق اوراق كتاب سهرته ثم يتلو آيات عشقك , ,
تتركينني بصمت ,اقتسم نفسي مع نفسي وتولين هاربه .. الا من يتنفسون
هوائك ويشربون مما تشربين ,,
كم احسدهم بغبطةٍ تماماً مثلما احسد نفسي بعد ان عثرتُ عليك
لا ترحلي قبل ان تأخذي كل شيئٍ له علاقة بروحك ,, حتى عطر روحك خذيه
فلن اجد غيره ولن ابحث رغم ماتحملين من اجرٍ وثواب لكثرة مانزفتي من
ألمٍ لم تدخلي جنتي يوماً ولن تأبهين
تسللت إلى مقبرة بالقرب مني , أزلية العمر متجهمة الوجه وأحياناً
باسمه, بعد أن راودتني الفراشات في حضرة جنازة , رحلت لتبقى حروفها
ذكرى موجعة, كلما مررت بالقرب منها
[ خنجر مغروس في صدر صفحتي كان أسمها ] لاشبية لها سواها
هوَ حالي حين تركتها لأنعم بجحيم الحرف, حريُّ بنا يا أختاه أن نحترم
ما كُتب أسفل منا .
ياالله
كل ماضٍ لذيذ !
فمتى يَمر هذا الحاضر , احياناً نفتقد وضوحاً اهدرناه على قارعة الزمن
, لا اعلم كيف منحنا لأنفسنا الحق في رمي الوضوح بالعيب ! ( يمكنك أن
تمنحني كل مفاتن هذا الكون لكن لا يمكن أن تمنحني وجهاً واحد فأنت يا
حبيبي كالعمرِ تارة قصير وتارة طويل )
نامي فلم تعد الأشياء واعيه كنت أراك صغيرة أما الآن فسأغفو على جبين
الشمس واحلم بالقمر .
ومع ذلك لم يعلق بذاكرتي غير تلك الفراشة وأمر نسيانها لعيناي, مازلت
اسمع دوي صدى صراخي وكأنه الآن . . لعن الله الوقت إلا قلبك
فكم تنبضين ! وكأن غرقي بتلك التفاصيل الصغيرة كان يدرك بأنها تستحق ,
أحلامك كبيرة تماماً كيأسي من بعض أحلامي " بأن أغفو ولا أجدك " احتاج
الى روحك وأخشى أن تسلب صدقي وأبقى وحيداً انزف جرحي قصائدا عظيمة
ستنام فوق قبري أو سيذكرها التاريخ وكأني لم أكن أعلم بأن من يهب الروح
لا يسلب الصدق أبداً , وتعريت من زهدي


هوَ لم يكن يبتسم للموت فَرِحاً
كانَ حزيناً لدفن بعضك مع أبيكِ, لم يكن يعلم بأن الموت لا ينسى
منكِ بعض !
أنا لا أطمئن لـ " كوثر " ووعدها
والغيرة منكِ لايراها الغير رذيله .
إلى تلك العنقاء التي سوف تولد من جديد من قلب الّلهب

...!

[خالد عمري]

بعض الأشياء حتى وإن كانت صغيرة لا تنسى !
هل معكِ ثمن منديل رثاء ؟
وددت لو مسحت دموعها بأكمام ثوبٍ رث اسود اللون , فضفاضٌ على جسدي يضيق
بقلبي ذرعاً كلما رأيت مثيلاً له مركون بين اكوام الثياب المتكدسة على
رفوف محلات الخياطة الرجالية, ومازلت احتفظ به معلقاً في صدر خزانة
ملابسي ولم ارتدية . .
فقط لأتذكر تلك اللحظة,
كانت بعمر عمري وإن لم تدوم
رحلت كما رحلت هيَ .
آمنت بمن تستعيذ به الإنس من جِن الناس وضمائرهم , لم لا يهتفون بأن لا
قلب يعتصرني كبرتقالةٍ أنهكت بيضاوية جسدها أيدٍ ملطخة بالزائف من
الحنين, إن لم يأتي كُلّها فكلها لا اريدة , فقد تعلقّت بما فيه
النهاية واكتفيت من السنين .
لا تكبري إذاً ليزداد سناء الليل على قمر النهار نقاءاً, فما الموت سوى
بداية, وماالسنين سوى آكلة للحوم البشر, وما على أعينهم سوى غشاوة
يهندمن الرث من المشاعر على رفوف المتاحف, تعج بأوراقهن البنوك
الإسلامية, ويموت الحب في الخارج كحروفٍ سكبتيها على قواريرٍ حُبسن بها
منذ أمد ولم تمتلئ بفراغ احداهن سواك
فرفقاً بالقوارير .
عزف آخر :
كُنتُ اعلم مالا تعلمين . .
عجالة حرفك لم تهب لي سوى الندامة ؟
على سهام تأتي من كل احدب لا يعلم من أين يأتي
أول قطرات حرفك ولا يعلم عن أول أمري شيئاً
كي يشذب آخره
مازلت اعاود الكره
علهم يتهافتون كما يتهافت الفراش ذو العهن على نار ضوء اكتسحهم من كد
عرق اصابعي يوماً, فليتهم لا يعلمون بكل شئ مثلك سوى أمرٍ قضاه الله
على اخيك , هذا الذي قتلتيه من حيث لاتدرين وجرّحوك بثوبٍ آخر وهم مثل
احبتي لا يعلمون . . وددت لو ابعث معه رسالة مفادها
أنّ ماجرى لميّت لم يحيى سيجري عاجلاً أم آجلاً على احد منهم
في يومٍ تلوك به النار قطوف جنة شياطين عاثوا في البلاد فساداً وقطعوا
اوصال العباد .
هجاء ذات غضب :
لايستحقون حتى نظرة علو كسول ككسل عينيكِ وهيَ تخطو على جادة دربي,
وخالقي إن لك من الود والبهجة ماسكن قلبي بلحظة صدق مازالت حيّة ولن
تموت, ذنبك أتيت ساعة حساب موازين قواة مختلّة لصالحهم فرجحت كفتي
بإصبعٍ قتنة يقاوم جفاف عروقه ندى مبسم كان كقطعة جنة على ضفاف قلبي
حين آثرتهم على نفسي وانصتوا لمن جابوا الصخر بوادي ,ورموني بهم فقتلت
, قيد أنمله لن تذهبين , الآن اضحى كل نور يتبع جادة نقائي هناك ليحيى
إلا يوم يبعثون هنا.
.

...!

[خالد عمري]

ثمل يردد ( إذا عم الحب الإنسان بجملته وأعماه عن كل شئ سوى محبوبة
وسرت تلك الحقيقة في اجزاء بدنه
وقواه وروحه, وجرت فيه مجرى الدم في عروقه ولحمه, وغمرت جميع مفاصله,
فاتصلت بوجوده, وعانقت جميع أجزائه جسماً وروحاً, ولم يبقَ فيه متسع
لغيرة . . . حينئذٍ يسمى ذلك الحب عشقاً )
\
/
\
/
فر من صدرها القطا انظروا إليه !
أيُّ قطاً يفرُ في مثل هذا اليوم ؟
هوَ يرتجف !
بل فرَّ من صدرها , ,
\
/
\
/
في الجهة المقابلة ثمل آخر يردد :
[ رحم الليل اعين السهد , ومحة كفه الشعاع المنادي
اخرست كل صيحة في فم الشمس , ومالت بكبرياء المهادي
وعذارى حرمن في طرف الشمس , نواجي الهوى ودفء الودادِ
خالعات منى الشباب عليها , واهنات في عزلة الزهادِ
ظامئات للحب في مسرح النور , فهل نلنَ غير عضاتِ صادِ ؟
ترزح البيد تحت عصفك خوفاً , وتميد الجبال غير جلادِ ]
\
/
\
/
فرَّ ساقها للساقي !
والقطا أين ؟!
فر ساقها للساقي , هوَ يرتجف لم يفر . . !
أيُّ قطا يفر في مثل هذا الغيم !!
ذاهبةٌ لتشرب .
\
/
\
/
دفعت الطاولة بقوة وانتصر الكرسي عليها
لم أرها من قبل , متأكد
إلى أن زقزقت بشفتيها تنادي !
آمنتُ بأنها هي تلك الفتاة
لم التقيها سوى مرتين , هذة الثانية
أما الأولى حين ادعت بأني أنا من كتب قصيدة اليتيمة الثانية لشوقي
البغدادي
واستغلت إختلاف الرواة بصاحبها ؟
الشفة العليا زقزقة , والشفة السفلى رجع صدى
سأمجد خديك إذا ما , لامست بأنملتي اتّقدا
كالجمر إذا ماالجمر غدا , ورداً والقاطف مد يدا
سأمجد كفيك حماماً , يدنو وفراشاً مبتعدا
فتسلّم كفٌ عاقدةً , وتفك الأخرى ما انعقدا
بأصابع إن عدت نقصت , فإذا لعبت زاد عددا
سأمجد عنقاً مصرياً , منحوتاً يتحدّى الأبدا
تنساب نعومته فكأن , حريراً صينياً فُردا
الكفُ تسيل عليه فلا , تملكُ أن تقفَ وتستندا
لولا كتفٌ توقفها ثُمَّ , تجوب بها بلداً بلدا
فشواطئ في الكتف اليمنى , ترتاح إلى موجٍ رقدا
وبحارٌ في اليسرى تغلي , وترش على الدنيا الزبدا
فإذا انزلقت كفي شهقتْ , في الوادي ثم مضت صُعُدا
نكمل لاحقاً فأنا لم اعد اذكر هل نسبتها لي أو إختلفنا على شاعرها
فالحانةٌ تعج بالزبائن والمفكرين !
وسكارى وماهم بسكارى
ربما ثائرين .

...!

...!

[خالد عمري]

صدقيني !
لاشئ غير شفتيها
أكاد أقاوم لذة التصحر من فرط كأس لم يندلق بعد غيمة مرّت على عجل في ليلٍ بهيم بهِ من يهيم ولا يهيم , وكأنهُ يدعي حب غيره !
هوَ أنانيٍّ بطبعه لكني أجيد فن ترتيب المارة بحب عفيفٍ عذري إن هوى بأنقى أنثى أيُ أنثى لم تبرح إلا أن تتوضاً وتصلي ركعتين .


من يدخل للحانة بصمت !
كيفَ له أن يجيد فن تعبئة قلب النادل بوعاء يكاد يتميّز من فرط ضجيجٍ لم يكن يرغب النادل بغيرة في لحظة فقد فقد معها كل شئ
مابالي أتراني أهذي
ربما


مارس معهم كل ماتريد من غَيِّ فمازلت الطيور كعادتها لا تنتقم
قرأت أغنيّة في يومِ ماطر يكاد الزجاج فيهِ أن يتكسّر من أحجارٍ تمطره السماء بها الغريبُ في الأمر أنَّهُ لايتكسّر بل يبتسم يا أرق من نسمة الصباح أنتِ
تبقينَ ومازلتِ في قلبي
أنتِ لا تعلمين
مشكلتك بأنك لم تصبحي تعلمين ولا تمسينَ إلاَّ على قلبي أصبح كالمائدة في عشاءٍ أخير ينام ولا يأكل من الحروف شيئاً !
لم يعد لدي متسع من الجراح
تعبت

تعب
تعبت
فكفي عني بربكِ وأذهبي
أنتِ كقدرٍ طبختُ بها قلبي لسنين طوال وبعد أن أوشك على النضج
فتحنا القدر
وطار !

...!

[خالد عمري]

ربما شئ كهذا !
صَرخ بها بَعدَ أن سحب الكُرسي من تحتها :
ياأنت أعلم بأنَّ جليسك وحيدٌ لاحاجةَ لهُ بِغيرة, ولاحاجةَ لكَ بِكَ إن تساقطوا مِنكَ وأدبروا يلوم بعضهم بعضاً, حَسبُهم مِنكَ كيفَ كانوا على قَطرِ نَداكَ يَشْكُرُونَ وَمِنْكَ لا يُحمَدُون, أسبِغ علَينَا رِداءاً فيَقِينِي بِعُلُوِ حَتفِكَ وَدُنو أَجَلِ غَيرِكَ كسُوءِ ظَنيِ حِينَ رَمَيتُ بِها وأَحْكَمتُ القُيُودَ ولَمْ تَكُ تَدرِي ماغَيبَ القيُود, ولا يَراكَ سِواكَ ولا سِواكَ في فاكَ يَدوُر, ياأنتَ
يامَن بِبَرَدِكَ يَهِيمُ اللؤلؤُ تَريَث فَمَا السَماءُ سِوى وَجهُكَ والبَحْرُ مَطعُونٌ بِخٍنجَرِ مَدِ لَهُ مِن الأقمارِ ماكَانَ يَشَاء .
أتُرَاكَ واهِمٌ حيِنَ رَمَيتَ بِرُمحِ اللونِ عُذراَ للجياع, دَع عَنكَ هَذا الرسُولَ فَقَد بلغنا مِن بَيَاضِ اللَونِ وكِبْرِ الحَرفِ شَيبَاً مِن الوَقَار , ,
صَدرُكَ لَيسَ بحاجَةِ رُبَّان , ووجهُكَ كأسٌ كَسِيرُ الرُؤيَةِ مَجبُولٌ على الطُغيَان, ومُحَرَمٌ على الخُذلان, وَجَليسُكَ وَحِيد ولاحاجةَ لَهُ بغَيرهِ وأنت . . !!
لَمْ تَزَل بِبَسْمَلةِ الحِداد, وآيَتكَ مارَمَت بَعدَ شُرْبٍ يَداه وخُبزَ يَديهِ هَواه
وإختناقُ سِواه
.
.
أو كهذا

...!