بـ انغماسٍ مُتقَن ، في عمْقِ التأملُ الشَهي ..
كانَتْ جُلَّ جوارحها ، لا تنتبه الا لِتِلكَ الشاشة الجامدة المكبلة بتأمرك الشيء واللاشيء ،
فالفجر المخملي موعِدُها بعد كل خشوع !!
///
ولم تُدْمِن ... سوى الارتماء اليومي بين احضان محرابها الرمادي ،
بهدوءٍ ... تشوبه بعضُ مساحيقِ الصَخْبِ المُتذبذبة ، ويُنقِصه كابتشينو مِنْ تفَنُنِ اصابعها التي تأبى صنعه ، وقتَ الفجرِ / والارتماءة اليومية / والتأمل ...
خُضُوعاً لـِ مللٍ ، كانَ يُباغِتْ مِزاجَها المُتعَجْرِف ..
والذي لا يديرُ طَرفَهُ ، الا لـِ احتِساء سَيمَفونِياتِ "بيتهوفن" كـَ بديلٍ لذائقته !
///
وكعادَتها ذاتَ انغِماس .....
اتَكأتْ بـِ نَهمٍ ، على وسادَتِها القُطنية ..
ترتَقِبْ "تسجيل الدخول" ، بعْدَ انْ تحرَكَتْ يمِينُها لـِ الضغط على زرِ تشغيل "الجهاز"
ذا الشاشة الجامدة !
///
وفي دقائقِ تَرقُبها ...
كان ذاكَ الآخر ، والقابِعْ في احدَى زوايا المِحرابْ ،
يُنَبِه بِقدوم "رسالة نصية واردة" !
///
كانَتْ عقاربْ الوَقتِ ، تنبأ بـِ تَرَبع الشَمسِ في صَدرِ السَماء ،
ومُغالاةِ الطيورِ في العَزفِ ، قُربَ نافِذتُها اضافَتْ لها بَعضُ الضَجيج !
.....
تسَلَلَتْ يداها لـِ جَلبِ "هاتِفها" ..
فما عادَ لـِ الفضولِ مُتنَفَسٌ لـِ التأجِيلْ !
و بـِ استِنْكاراتٍ مُقتَضبَة ،
تساءَلَتْ بيْنها وَ بينَها / مَن المُرسِلْ ؟!!!
فـَ الرِسالة قدْ ورَدَتْ على هاتِفَها مِنْ ... مَجـــــهول !
رُبما اخطأ المرمى ..
///
بِلا اكتِراثٍ القَتْهُ جانِبَاً ، مُعِلنَةً بِدْء الانْغِماس..
فـَ قَدْ تَمَ " تسجيل الدخول"
///
انقضَتْ أربَعُ ساعات ،،
كانَتْ تُصارِعُ فيها نَومٌ شَهِيْ !!
كما صارَعَتْ شَوقَاً مَخبوءٍ ، في اورِدَةِ الذِكْرَى ..
///
تسَرْبَلَتْ بِهدوء ،،
فـَ مضجَعُها قَدْ شَمَّرَ ، عَنْ ساعِدِ الدِفءْ ، لـِ احتِواء جَسَدُها المُثْكَلْ ..
///
نامَتْ ( سلمى ) و ثَمَة مُؤجَلاتٍ لا تُهَمَشْ تَغْفُو بِالقُربِ مِنْ دِماغِها !!
:
:
:
بـِ تثاؤبٍ يتَضَجَرْ ،،
فتَحَتْ عيناها على ارجاءِ غُرفَتها المَمْلوءَة بـِ لا شيء ..
حيثُ كانَ مُنَبِه الوقْتِ ، يتَثاءب هو الاخر !!
///
ألتَفَتَتْ لـ اليمين ، و قبلَ نهوضَها ...
عانَقَتْ "الذِكرى" المُجاوِرة لـِ وسادتها !!
و بـِ تَثاقُلٍ لا يُطاقْ ، غادَرَتْ ذَاكَ المَضْجَعْ
و كانَتْ الساعةُ تشير الى الرابعة عصراً ..
ما اشْقَى الخاطِر ، عِندما يَكون التأخِيرْ المُقِيتْ حَلِيفُ اِحْدَى الفرائِض !!
///
و بـِ عَجَلَةٍ لا تُشْبِهُ تثاقُلها فِيْ النهُوض ،
اسْرَعَتْ لـِ الوضوء ... لـِ اقامَة الصلاة !!
و في بُؤرَة التَسبيح ، قاطَعَ استِرسالُها رَنِينُ "هاتفها" المُسْتَمِرْ بـِ اصرار ،
قد انتصَرْ لـِ يُعَكِرْ مِزاجَها !!
///
استجابَتْ (سلمى) لـِ الرَدِ على هاتِفها ،
بـِ نَعمٍ ،،،
مُجَرَدَة عنْ الرِضا ...
و لَمْ تَكتَرِثْ بـِ أية حالٍ قد تلقاها المُسْتَمِعْ !
///
جاءها صوتُ الاخَرْ ،،،
حامِلَاً مَعَهُ رعَشاتٍ ، قد استوطَنَتْ احْساسها !!
و بـِ حِدَتِه المُعتادة ، انْهَمَرَ على اسماعها كـَ هطولِ المَطَرِ
على اوراقِ الزنْبَقِ الرِقراقَة !
///
تنَحنَحَ بـِ أرتِباكٍ عنْجَهِي ،،
مُفتَتِحاً مُكالَمَته بـِ : مساءكِ سُكَْر !!
و بـِ ارتباكٍ بريء/ صارم ،،
تفَوهَتْ (سلمى) بعد لملمة انفاسها :
أ تَظِنُ بـِ أني مأوى ، يسْتَوعِبُ احتياجك ؟
///
الآخر : أظنكِ أميرةِ اللااحساس ..
سلمى / و ماذا عنك ؟
الآخر : سحقتيني يا (سلمى) ..
سلمى / ما ابشَع اسمي حِيْنَ يتراقَصُ على شَفَتيك ..
الآخر : و ما اروعنِي حين أهْدِيكِ بشاعةً تمتَصُ الهدوء الساكِن بِكِ ..
سلمى / و هل أميرةُ اللااحساس ، تتقِنُ فَنَ الهدوء ؟
الآخر : اممممم
استثنائية ، تجمَعُ المَدَّ و الجزرِ فِيْ كَفِ التألُق ، لا تلتَفِتْ لـِ انطواء "الخريف" الكئيب ..
///
سلمى / لكني لازِلْتُ اتنَفَسْ عِبْقَ "يوليو" بـِ رِئَةٍ لا تَضِجُ الا بـِ ذِكراكَ ،
فـَ كُلِ شِتاءٍ و ذِكراكَ .... وجَعِيْ ..
الآخر : و كُل نَبْضٍ و انتِ .... قَمَرِي يا (سلمى) ..
أَ تَذكُرِينَ كهفنا ، و ما تَفعَلَهُ الاشياء الليمونيةُ بـِ ذائِقتِنا ؟
أَ تذكُرينَ "الياقوتة" التي طوقتُ جيدكِ بها ، تعويذةُ انتِماءنا ؟
أَ تذكُرينَ غَدْرَ الشِمعَةُ بِنا .. لا تُريدُ للضوءِ سبيلاً الينا ؟
أ تذكُرينَ "خاتم الياسمين" ؟
لازالَ يرقِدُ تحْتَ وِسادَتِي ..
فـَ ماذا عن تِلكَ "الذِكرى" ألا زِلتِي تُعانقيها ؟
///
سلمى / لازِلتُ اتقيأ انانيتُكَ ، وغرابة احتياجُكْ !
و لازِلتُ ارتَشِفُ جنة التحررُ مِنكَ ..
و الأسْرُ لديك ..
أ لَسْتُ استثنائية ؟
الآخر : اممممم
:
:
:
استثنائية ..
ماتفتأ تسْحَقُنِي ..
///
اشتقتُ لـِ الشِتاءِ مَعكِ يا (سلمى)
///
سلمى / اشتقتُ لـ الوجع ..
:
:
:
تَمت .. تجرها أذيال اللاانتهـــاء !
....
4/ شوال / 29 هـ
و قد أهداني ( الهذيان ) ما اهدى ..
:
:
: