عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 02:53 AM   رقم المشاركة : [4]
شوق التلاقي
الصورة الرمزية شوق التلاقي
 

شوق التلاقي is an unknown quantity at this point
- جوع

يوم زواجي كُنت ألبس حُلمي الأبيض أعرق وأغرق في رائحة ورد تخرُج من ثنايا جسدي لتملئ كؤس أي رجُل فيشرب شفتاي ويدور رأسُه إلا سهيل . خلع ثوبه الذي أجبرهُ أباه إرتدائه وجوفي يعصف ويَبرُد ليقول لي بكُل خجل " تصبحين على خير " ويُلقي بشعره الناعم وأظافره المطلية وشفتاه الورديه على المخده وينام .! عاندتُ أفكاري ورسُمُتٌ لهُ الأعذار بهذا الإستقبال البارد ثم أستمر البرود لمُدة أشهُر نخرُج كُل صباح من حٌجرتِنا ويستقبلُنا أبو سهيل " العم سلطان " ببتسامه وسؤال عن الأحوال ليُجيب هو كطفل يُسِعدهُ إرضاء الكبار وأنا أبتسم بصمت وعيوني تحكي عن صبر العليل .

سهيل أول من إكتشف إنسانيتي صديقي الوحيد نجلس لساعات نتكلم نضحك نتراقص كالأطفال .علمني الحياه ولم يبخل علي بحبه وحنانه . كان فرحي الوحيد وهمي الأكبر ! يُغرقُني في اللبس الأنثوي والأصباغ يُعلمُني فنون الرقص والغوايه لكن ليس له ! كان يقرب حد الإلتصاق ثُم يَهرب يهوى العناق والفراق .. لم أفهمهُ ابداً.

بعد ما تكشُفت الأقنعه وتحولت حياتي معه لمُجرد خادمة وسيدها قررتُ تغير الأدوار ورُبما الأقدار فلبستُ لهُ قميصي الأسود والأنوثه تطفح من جنباته وشعري الغجري المجنون يُسافرُ في كُل الدُنيا فكان قدري أن أُقابلَ بالرفض ويُكسر داخلي غرور الأنثى . تحول بعدها الصراع لصمت ثُم حقد ثُم قهر ثُم صُراخ . حتى جاء ذاك المساء بعد مُحاولات عاصفه فخلع عني قلبي ثُم توقف ..! ثٌرتُ في وجهه وطردتُه من الغُرفة ، كان يبكي كالأطفال ثم إتجه إلى عشيقه الذي يُحاول بسذاجة إخفائه عني وتبرير زياراته المُكرره لُعش الزوجيه .. يالل البشاعه في غُرفتي وفوق سريري وملابسي مُتناثره حولهُم ..

لم أجد من أشرح لهُ مُشكلتي بعد سنه من الزواج بلا زواج .. فتجهتُ إلى عمي سلطان الذي قابل الموضوع بكُلِ تفهُم .هو رجُل خمسيني خط الشُعاع الفضي خصال شَعره . وشاب به الزمن حين تَوفى الله روحهُ. زوجتهُ ليلى فقضى عُمرهُ يكتبُ الاشعار عن إحتراق أجنحتهُ بعدها. لم يُتفاجئ كما توقعت بل حكى لي أن صدمة موت أُمه وهو لم يُفطم حنانها جعلت منُه رحّال يبحث عن وطن الأمومه فيّ الأماكن الخاطئة .. أرشدني أن أتجه إلى طبيبه نسائيه . فأتجهتُ إلى الدكتوره إيمان . أعطتني عدد من الكُتب طبقتُها بالنص وحاولتُ بكُل الطُرُق لأتعود الرفض المٌزمن . حتى إستوطن اليأس أرجائي ودمرتني الخيبات ، فما أصعب طعنىة الرفض.


- فينوس

تعرُفي على عائلة سهيل اّلــ يوسف عن طريق " أبو صلاح " حارس الدار الذي أواني من قدري البائس بعد شهر من الضياع. هو رجُل كهل يأوي بناتهُ الثمانيه والفقر في داره موال لا ينتهي. فالحقيقه بكرُه " صالحه " وليس هُناك صلاح ! فقد أختار الأسم ليوُهم الجميع أن بناتهُ فالبيت برفقة رجُل في هذا الحي البائس ، فلا تُسول لأحد نفسُه بمُراقبة البنات من ثقوب الجدار أو إزعاجُهم بالمُكالمات المُستمره والكلمات النابيه .


تعلمت من بناته الخدمه فالبيوت مع أني أُجيدُها بسنوات خبره فالدار. فنتقلتُ بين البيوت أخدم ثم رمتني الأقدار على بيت ألـ يوسف . عملتُ عندهم بدوام جُزئي لمُده ليست طويله حتى سألني العم سُلطان عن قصتي وفوراَ عرض علي الزواج من سهيل .. كدتُ أطير من السعاده. توقف قلبي نبضه ليستقبل سيل النبضات وأندفاع الحياه لمنحى جديد رُبما سعيد ورُبما رغيد الأكيد أنهُ لم يكُن كذالك مُجرد ملجئ للمُحتاج لا يختلف كثيراً عن الدار بوحشيته ووحشته لإسكات للأصوات المُتعاليه عن إبنه الوحيد ..وإلا لما إختار إبنة الخطيئه . بعد أن قرع عشرات الابواب طالباً إبنة الحسب والنسب لإبنه المغصوب على الزواج فيرفضهُ الجميع بلا أسباب واضحه لخجلهم منه . هو الصحافي ،الكاتب ، الشاعر والأديب أما إبنه أمين المكتبه التي يُحولها ليلاُ ولكر لفعل اللواط إكتسب فضيحه تفوق سُمعة أباه بعد مُداهمة الهيئه له ..

الجوع يفتِك روحي فلا يُشبعُني شئ. ساءت علاقتي مع سهيل ووالده فمشاكلنا المُفتعله لاتنتهي . كان يتعمد التضيق علي ليجد لنفسهِ الأعذار للمبيت خارج المنزل . وتزاد المسافه بين وحشة حنيني لحضن وإختناقي بغبار سرير لم يُمس . حتى أصبحت أنوثتي صاخبه ألبس بإغراء وأمشي بغنج وأتراقص دون أي إكتراث ، تمرُد الألم يخلق أنواع متنوعه من الرفض كـ ثوراتي الداخليه الصاخبه و ضبابية غموض تصرُفاتي. فطعنة الأنوثه صنعة مني غُصن بان أتلوى مع نسمة الريح لأُغري الهواء لضمي .

كَانت عاداتي الغريبه تزدادُ عُنفاً تلك الفتره . فألبس خلخالي الصاخب وعطوري القويه كُنت دائما مُتبرجه ثائره ولم يكن سهيل ليكترث ولا أبوهُ يلحظ تهافُت الرجال علي ، عمر الخياط الذي أكشف لهُ جسدي ليأخذ المقاسات ومازن السائق الذي يُغرقُني بالهدايا الحمراء وأُسامه المُدرس الذي يقضي ساعات مع أبو سهيل مُأخراً لم يعنيلي أحدُهم ولم يُغريني هذا التهافت علي حين أفتح باب الشارع وأرفع تنورتي وأطلب من الشباب أن يُساعدوني في أعمال الحديقه. رُبما عبد العزيز أبهرني قليلاً كان الجُندي مفتول العضلات لبق الكلام عظيم الحكمه . لما إقترب مني وراودني عن نفسي إستعصمت ليس تعفُفاً بل رُبما عُقدة الإغراء كتلك التي إكتست " مارلين مُنرو " لا أُحب الرجال لكني أُعشق حسّ السيطرة عليهم .!. فلم أكُن أبحث عن أبعد من إهتمام ليُعيد لي كبريائي .. هل تحولتُ فينوس ..؟ إبنة المحاره وألهة الجمال لا يمسُها رجُل ..؟



يتبع ..


التوقيع

انا ذنب ينظر الى السماء مـ ـنكسرا

ينحني الى أرضه شـ ــامخنا

يـ ـظن الجميع اني قويه
وأظن أنا اني هشه
شوق التلاقي غير متصل   رد مع اقتباس